حالة كون أبي أمامة (يرفع الحديث) إلى النبي صلى الله عليه وسلم، والجملة من كلام أبي حفص الراوي عنه، (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم: (استقيموا) أي: اطلبوا الاستقامة والثبات على الدين القويم؛ بامتثال المأمورات واجتناب المنهيات، (ونعما) قال السندي: أصله: نعم ما، أُدغمت ميم (نعم) في ميم (ما)، و (ما): نكرة تامة في محل الرفع فاعل (نعم)، والمخصوص بالمدح ضمير محذوف، تقديره: نعم شيء هي؛ أي: الاستقامة.
والمعنى: نعم شيء هي الاستقامة والثبات على الدين القويم (إن استقمتم) وتمسكتم بالدين القويم وواظبتم عليه، وهذا مثل قوله تعالى:{إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ}(١)، وهو شرح للاستقامة. قاله السندي.
ويحتمل فتح همزة (إنْ) في قوله: "إن استقمتم" على أن الجملة في تأويل مصدر مرفوع على أنه هو المخصوص بالمدح، (وخير أعمالكم) وأفضلها بعد الإيمان. . (الصلاة) المفروضة؛ لأنها أول أركان الإسلام بعد الشهادتين، ولاجتماع أنواع العبادات فيها، كما مر، (ولا يحافظ) ويواظب (على الوضوء إلا مؤمن) كامل الإيمان؛ لأنه ينور الظاهر، ونور الظاهر يدل على نور الباطن، ولأنه شرط لصحة الصلاة التي هي أفضل الأعمال البدنية.
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ورواه ابن حبان في "صحيحه"، والحاكم من حديث ثوبان، كما تقدم.