للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ: فَشَرِبْتَ مِنْهَا كَمَا يَنْبَغِي؟ قَالَ: وَكَيْفَ؟ قَالَ: إِذَا شَرِبْتَ مِنْهَا .. فَاسْتَقْبِلِ الْقِبْلَةَ وَاذْكُرِ اسْمَ الله، وَتَنَفَّسْ ثَلَاثًا وَتَضَلَّعْ مِنْهَا، فَإِذَا فَرَغْتَ .. فَاحْمَدِ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ؛ فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "إِنَّ آيَةَ مَا بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْمُنَافِقِينَ أَنَّهُمْ لَا يَتَضَلَّعُونَ مِنْ زَمْزَمَ".

===

المعنوي (قال) ابن عباس للرجل: (فـ) هل (شربت) - بفتح التاء المثناة فوق - خطابًا له (منها) أي: من زمزم (كما ينبغي) أي: على الكيفية التي ينبغي الشرب منها؟ (قال) الرجل لابن عباس: (وكيف) الشرب منها؟ أي: وعلى أي كيفية ينبغي الشرب منها؟

(قال) ابن عباس للرجل: والكيفية التي ينبغي الشرب عليها منها: أنك (إذا شربت منها) أي: إذا أردت الشرب منها .. (فاستقبل) بوجهك جهة (القبلة، واذكر اسم الله) تعالى عليها؛ أي: وقل قبل الشرب منها: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (وتنفس ثلاثًا) أي: وأخرج نفسك خارج الإناء في أثناء الشرب ثلاث مرات، مع رفع الإناء عن الفم في كل مرة (وتضلع) أي: واشبع (منها) أي: من شربها؛ أي: أكثر الشرب منها حتى يمتلئ جنبك وأضلاعك؛ أي: حتى ترتفع عظام جنبك عن بطنك؛ لكثرة ما شربت منها (فإذا فرغت) من شربها .. (فاحمد الله عز وجل) واشكره على رزقك إياها.

والفاء في قوله: (فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال) تعليلية لما قبلها، وإنما قلت لك: وتضلع منها؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن آية) وعلامة (ما بيننا) أي: ما بين المؤمنين (وبين المنافقين) أي: إن الآية الفارقة بيننا وبينهم (أنهم) أي: أن المنافقين (لا يتضلعون) أي: لا يقدرون التضلع والشبع (من) شرب ماء (زمزم) حتى ترتفع الأضلاع والعظام من الجنب؛ لمبالغة شربه.

<<  <  ج: ص:  >  >>