(قال) ابن عباس: (لم يرخص النبي صلى الله عليه وسلم) ولم يأذن (لأحد) من الناس أن (يبيت بمكة) ليالي منىً (إلا للعباس) بن عبد المطلب والدي؛ رخص له النبي صلى الله عليه وسلم في المبيت بمكة فيها (من أجل السقاية) التي يسقيها الحاج في أيام التشريق.
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ولكن له شاهد من حديث ابن عمر المذكور قبله، رواه الشيخان وأبو داوود وابن ماجه.
فدرجته: أنه صحيح المتن بما قبله، ضعيف السند؛ لما تقدم، وغرضه: الاستشهاد به.
قال القرطبي: وفي هذا الحديث من الفقه: ما يدل على أن سقاية الحاج ولاية ثابتة لولد العباس، لا ينازعون فيها.
وقال بعض أهل العلم: وفيه إشارة إلى أن الخلافة تكون في ولد العباس، وأنَّه لا ينبغي أن ينازعوا فيها، وأن ذلك يدوم لهم.
وفيه أبواب من الفقه لا تخفى على متأمل، ومشروعية هذه السقاية من باب إكرام الضيف واصطناع المعروف. انتهى من "المفهم".