للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ يَنَّاقٍ، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ قَالَتْ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ عَامَ الْفَتْحِ فَقَالَ: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ؛ إِنَّ اللهَ حَرَّمَ مَكَّةَ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ، فَهِيَ حَرَامٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ؛ لَا يُعْضَدُ شَجَرُهَا، وَلَا يُنَفَّرُ صَيْدُهَا، وَلَا يَأْخُذُ لُقَطَتَهَا إِلَّا مُنْشِدٌ"،

===

(عن الحسن بن مسلم بن يَنَّاق) - بفتح التحتية وتشديد النون آخره قاف - المكي، ثقة، من الخامسة، مات قديمًا بعد المئة بقليل. يروي عنه: (خ م د س ق).

(عن صفية بنت شيبة) بنت عثمان بن أبي طلحة العبدريةِ رضي الله تعالى عنها، لها رؤية، وحدثت عن عائشة وغيرها من الصحابة، وفي "البخاري" التصريح بسماعها من النبي صلى الله عليه وسلم، وأنكر الدارقطني إدراكَها النبي صلى الله عليه وسلم، وكفى البخاري إثباتًا لسماعها يروي عنها: (ع).

وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات أثبات.

(قالت) صفية: (سمعت) بضم التاء للمتكلم (النبي صلى الله عليه وسلم) حالة كونه (يخطب) ويعظ الناس (عام الفتح، فقال) في خطبته: (يا أيها الناس؛ إن الله) عز وجل (حرم مكة) أي: جعلها حرمًا آمنًا (يوم خلق السماوات والأرض، فهي) أي: مكة (حرام) من وقت تحريم الله تعالى إياها (إلى يوم القيامة) ولذلك (لا يعضد) - بضم أوله وفتح ثانيه - أي: لا يُكسر ولا يُقْلَع (شجرُها) الذي نبت بنفسه لا المُسْتَنْبَتُ (ولا ينفر صيدها) أي: لا يزعج ولا يطرد من مكانه، وفي رواية البخاري زيادة: (ولا يختلى) بضم أوله وسكون ثانيه المعجم وفتح لامه (خلاها) - بالقصر وفتح الخاء المعجمة - أي: لا يُجزُّ ولا يُقطع كلؤُها الرطبُ الذي نبت بنفسه (ولا يأخذ لقطتها) - بفتح القاف وسكونها مع ضم اللام فيهما - أي: لا يَرْفَعُ لقطتَها (إلا منشد) لها على

<<  <  ج: ص:  >  >>