(قال) أبو ذر: (سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن) صيد (الكلب الأسود البهيم) أي: الشديد السواد (فقال) النبي صلى الله عليه وسلم: هو (شيطان) فكيف يحل صيده؟ !
قال السندي: قوله: فقال: "شيطان" أي: لا يحل صيد الكافر ما عدا الكتابي فضلًا عن الشيطان، فكيف يحل صيد الكلب الأسود إذا كان شيطانًا؟ ! وبه قال أحمد، والجمهور على جوازه، وأن الكلام على التشبيه؛ أي: أنه في السيرة كالشيطان. انتهى منه.
قال في "فتح الودود": حمله بعضهم على ظاهره، وقال: إن الشيطان يتصور بصورة الكلاب السود، وقيل: بل هو أشد ضررًا من غيره، فسمي شيطانًا. انتهى، انتهى من "العون".
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: أبو داوود في كتاب الصلاة، باب ما يقطع الصلاة، وأحمد في "مسنده".
فدرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده وللمشاركة فيه، وغرضه: الاستدلال به على الجزء الثاني من الترجمة.
ولم يذكر المؤلف في هذا الباب إلا حديثين:
الأول منهما للاستدلال به على الجزء الأول من الترجمة، والثاني للاستدلال به على الجزء الثاني منها.