للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَقَالَتْ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ؛ مَا تَصْنَعِينَ بِهَذَا؟ قَالَتْ: نَقْتُلُ بِهِ هَذِهِ الْأَوْزَاغَ؛ فَإِنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَنَا أَنَّ إِبْرَاهِيمَ لَمَّا أُلْقِيَ فِي النَّارِ .. لَمْ تَكُنْ فِي الْأَرْضِ دَابَّةٌ إِلَّا أَطْفَأَتِ النَّارَ غَيْرَ الْوَزَغِ؛ فَإِنَّهَا كَانَتْ تَنْفُخُ عَلَيْه، فَأَمَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَتْلِهِ.

===

الأرض (فقالت) سائبة لعائشة: (يا أم المؤمنين؛ ما تصنعين) أي: أي شيء تفعلين (بهذا) الرمح؟ هل تجاهدين به أم لا؟ فإنه من سلاح الحرب، وأنت لست تجاهدين (قالت) عائشة في جواب سؤال سائبة: بلى لا نجاهد به، بل (نقتل به) أي: بهذا الرمح (هذه الأوزاغ) التي تدخل علينا في بيوتنا غالبًا (فإن نبي الله صلى الله عليه وسلم) أي: نقتلها؛ لأن نبي الله صلى الله عليه وسلم (أخبرنا) عن ربه عز وجل (أن إبراهيم) الخليل عليه السلام (لما ألقي) ورمي (في النار) أي: نار النمروذ - لعنة الله تعالى عليه - حين جادله في التوحيد (لم تكن) أي: لم توجد (في الأرض دابة) من دوابها (إلا أطفأت النار) عن إبراهيم؛ أي: أرادت إطفاءها عنه (غير الوزغ، فإنها) أي: لأن الوزغ (كانت تنفخ عليه) أي: على إبراهيم النار بقدر طاقتها (فَـ) بِسَببِ ذلك (أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم) الناس (بقتله) أي: بقتل الوزغ حيثما وجد؛ مجازاة لها على عملها.

وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ولكن رواه ابن أبي شيبة في "مسنده" هكذا، وله أيضًا شاهد في "الصحيحين" وغيرهما من حديث أم شريك، انظر تخريج الحديث رقم (٣٢٢٨)، وله شاهد في "مسلم" من حديث سعد بن أبي وقاص في كتاب السلام، باب استحباب قتل الوزغ، ومن حديث أبي هريرة في كتاب السلام، باب استحباب قتل الوزغ.

<<  <  ج: ص:  >  >>