للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

آكُلُ: "سَمِّ الله عَزَّ وَجَلَّ".

===

والحال أني (آكل) أي: مشتغل بالأكل؛ أي: في ابتداء الأكل، ولعله نسي التسمية؛ أي: قال لي وقد نسيت البسملة: (سم الله عز وجل) يا غلام؛ أمر من سمى يسمي؛ أي: اذكر اسم الله تعالى يا ولد على ابتداء أكلك متبركًا به؛ فإنها سنة عين.

وفي رواية الشيخين قال: كنت غلامًا في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت يدي تطيش في الصحفة، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا غلام؛ سم الله ... " الحديث.

قال النووي: فيه: استحباب التسمية في ابتداء الطعام، وهذا مجمع عليه.

وكذا يستحب حمد الله تعالى في آخره؛ كما سبق في موضعه، وكذا تستحب التسمية في أول الشراب، بل في أول كل أمر ذي بال.

قال العلماء: ويستحب أن يجهر بالتسمية؛ ليسمع غيره وينبهه عليها، ولو ترك التسمية في أول الطعام عامدًا أو ناسيًا أو جاهلًا أو مكرهًا أو عاجزًا لعارض آخر، ثم تمكن في أثناء أكله منها .. استحبا أن يسمي ويقول: (باسم الله أوله وآخره)، والتسمية في شرب الماء واللبن والعسل والمرق والدواء وسائر المشروبات .. كالتسمية على الطعام في كل ما ذكرناه.

وتحصل التسمية بقوله: (باسم الله) فإن قال: (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) .. كان حسنًا، وسواء في استحباب التسمية الجنب والحائض وغيرهما.

وفي الحديث استحباب الأكل مما يليه من الصحفة؛ لأن الأكل من موضع يد صاحبه سوء عشرة، وترك مروءة يتقذره صاحبه، لا سيما في الأمراق وشبهها، وهذا في الثريد والأمراق وشبهها.

<<  <  ج: ص:  >  >>