للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

اسْتَغْفَرَتْ لَهُ الْقَصْعَةُ".

===

عليه ورزقه، وصيانةً له عن التلف والإسراف .. (استغفرت له القصعة) أي: طلبت له من الله الغفران.

ولعله أظهر في موضع الإضمار، لئلا يتوهم أن قوله: "استغفرت" بصيغة المتكلم، قال القاري: ولما كان الاستغفار بسبب لحس القصعة وتوسطها .. جعلت القصعة كأنها تستغفر له، مع أنها جماد، مع أنه لا مانع من الحمل على الحقيقة.

قال السندي: حقيقة استغفارها غير مستبعد لمن يعلم قدرة الله الخالق، ذكره الدميري، ويؤول هذا الاستغفار بالحقيقة، وقد يؤول ذلك باستغفار من يحتاج إلى استعمال القصعة بعد ذلك؛ فإنه إذا وجدها نقية .. يطيب بها قلبه، وذلك بمنزلة الاستغفار مما فيها. انتهى.

قال التوربشتي: استغفار القصعة عبارة عما تعودت فيه من أمارة التواضع ممن أكل منها، وبراءته من الكبر؛ وذلك مما يوجب له المغفرة، فأضاف الاستغفار إلى القصعة؛ لأنها كانت كالسبب لذلك. انتهى.

قلت: الحمل على الحقيقة في هذا وأمثاله هو المتعين، ولا حاجة إلى الحمل على المجاز.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: الترمذي في كتاب الأطعمة، في باب ما جاء في لعق الأصابع والقصعة، وقال أبو عيسى: هذا حديث غريب، وأخرجه الدارمي في كتاب الأطعمة، باب في لعق القصعة، وأحمد في "المسند"، كذا في "المشكاة".

ودرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده وللمشاركة فيه، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة، والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>