صحفة فيها ثريد (فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم) لمن عنده: (كلوا) أي: ابدؤوا أولًا في الأكل من طعامها بالأكل (من) طعام (جوانبها) ونواحيها؛ أي: فليأكل كل منكم من الجانب الذي يليه (ودعوا) أي: واتركوا (ذروتها) أي: وسطها وأعلاها .. (يبارك) لكم (فيها) أي: في طعام هذه القصعة.
وفي قوله:"كلوا من جوانبها" مقابلة الجمع بالجمع؛ أي: ليأكل كل واحد مما يليه من أطراف القصعة "ودعوا" أي: واتركوا "ذروتها" - بتثليث أوله والكسر أفصح - أي: وسطها وأعلاها "يبارك" الجزم على جواب الأمر.
قال القاري: وفي رواية بالرفع؛ أي: هو سبب أن تكثر البركة فيها؛ أي: في القصعة، بخلاف ما إذا أكل من أعلاها؛ فإنه تنقطع البركة من أسفلها. انتهى "عون".
قال السندي: قوله: "ذروتها" في "القاموس": الذروة - مثلثة الذال المعجمة -: أعلى الشيء ورأسه؛ والمراد بها هنا: الوسط.
قوله:"يبارك فيها" من البركة؛ وهي النماء والزيادة؛ ومحلها: الوسط، فاللائق ابقاؤه إلى آخر الطعام؛ لبقاء البركة واستمرارها، ولا يحسن إفناؤه وإزالته. انتهى منه.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: أبو داوود في كتاب الأطعمة، باب ما جاء في الأكل من أعلى الصحفة.
فدرجته: الصحة؛ لصحة سنده وللمشاركة فيه، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.