وقال ابن التين: أي: غير محتاج إلى أحدٍ، لكنه هو الذي يطعم عباده ويكفيهم، وهذا قول الخطابي.
وقال القزاز: معناه: أنه غير مكتف بنفسي عن كفايته، وقال الداوودي: معناه: لم أكتف من فضل الله ونعمته.
قال ابن التين: وقول الخطابي أولى، لأن مفعولًا بمعنى مفتعل فيه بعد وخروج عن الظاهر، وهذا كله على أن الضمير لله، ويحتمل أن يكون الضمير للحمد.
وقال إبراهيم الحربي: الضمير للطعام، ومكفي بمعنى مقلوب؛ من الإكفاء؛ وهو القلب، غير أنه لا يكفى الإناء للاستغناء عنه. انتهى، انتهى من "التحفة".
قال السندي: قوله: "غير مكفي" يحتمل أن يكون بمعنى الكفاية؛ أي: غير مأتي به كما هو حقه؛ لقصور القدرة البشرية عن ذلك.
ويحتمل أن يكون من كفأت مهموز بمعنى قلبت؛ والمعنى: غير مردود على وجه قائله، بل هو مقبول في حضرة القدس.
(ولا مودع) أي: غير متروك، بل الاشتغال به يكون دائمًا من غير انقطاع؛ كما أن نعمه تعالى لا تنقطع عنا طرفة عين.
(ولا مستغنىً عنه) بل هو ما يحتاج إليه الإنسان في كل حال؛ ليثبت ويدوم ما به النعم ويستجلب المزيد منها. انتهى منه.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب الأطعمة، باب ما يقول إذا فرغ من طعامه، وأبو داوود في كتاب الأطعمة، باب ما يقول الرجل إذا طعم، والترمذي في كتاب الدعوات، باب ما يقول إذا فرغ من الطعام، وقال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح، وأخرجه النسائي أيضًا.