للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ فَسَمِعْتُهَا تَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا خَرَجَ مِنَ الْغَائِطِ .. قَالَ: "غُفْرَانَكَ".

===

(سمعت أبي) أي: والدي أبا بردة عامر بن عبد الله بن قيس أبي موسى الأشعري، ثقة، تابعي، من الثالثة، مات سنة أربع ومئة، وقيل غير ذلك. يروي عنه: (ع).

(يقول: دخلت على عائشة) أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها.

وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الحسن؛ لأن في سنده راويًا مقبولًا؛ وهو يوسف بن أبي بردة.

(فسمعتها) أي: فسمعت عائشة (تقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم) دائمًا (إذا خرج من الغائط) أي: من موضع قضاء الحاجة .. (قال) جواب (إذا) الشرطية: (غفرانك) مقول قال، وجملة (إذا) الشرطية في محل النصب خبر كان، والتقدير: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قائلًا لفظة (غفرانك) وقت خروجه من الغائط.

قال السندي: (غفرانك) أي: أسألك غفرانك، أو اغفر غفرانك، أو أسألك الغفران اللائق بجنابك، أو الناشئ من فضلك بلا استحقاق مني له، فلا يرد: أنه لا فائدة في الإضافة؛ إذ لا يتصور غفران غيره هناك، قيل: وجه طلب الغفران في هذا المحل: أنه استغفار عن الحالة التي اقتضت هجران ذكر الله تعالى، أو أنه وجد القوة البشرية قاصرة عن الوفاء بشكر ما أنعم الله تعالى عليه؛ من تسويغ الطعام والشراب وما بعد ذلك من النعم المتعلقة بالطعام إلى أوان الخروج، فلجأ إلى الاستغفار؛ اعترافًا بالقصور عن بلوغ حق تلك النعم. انتهى.

والمقصود من قوله: تعليم الأمة؛ لأنه قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: أبو داوود؛ أخرجه في كتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>