للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

وفي بعض النسخ: (ثم قمنا، فصلى ولم يتوضأ)، وفي الحديث دليل على أنه يجوز مسح اليد من أثر الطعام بحصى المسجد.

وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ودرجته أنه صحيح بغيره؛ لأن له شاهدًا من حديث أم سلمة: (أنها قربت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم جنبًا مشويًّا، فأكل منه، ثم قام إلى الصلاة وما توضأ)، أخرجه الترمذي بسند صحيح، وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه، ومن حديث المغيرة أخرجه أبو داوود والترمذي، ومن حديث أبي رافع أخرجه أحمد.

فدرجة هذا الحديث: أنه ضعيف السند؛ لما مر آنفًا، صحيح بغيره، وغرضه: الاستشهاد به.

فإن قلت: ما وجه الجمع بين هذا الحديث وبين حديث: (ما أكل النبي صلى الله عليه وسلم خبزًا مرققًا ولا شاة مسموطةً حتى لقي الله عز وجل). أخرجه البخاري؟

قلت: قال ابن بطال ما ملخصه: يجمع بين هذا وبين حديث عمرو بن أمية من أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يحتز من كتف الشاة، وحديث أم سلمة الذي أخرجه الترمذي بأن يقال: يحتمل أن يكون لم يتفق أن تسمط له شاة بكمالها؛ لأنه قد احتز من الكتف مرةً ومن الجنب الآخر، وذلك لحم مسموط.

أو يقال: إن أنسًا قال: لا أعلم ولم يقطع به، ومن علم .. حجة على من لم يعلم، وتعقبه ابن المنير بأنه ليس في حز الكتف ما يدل على أن الشاة كانت مسموطة، بل إنما حزها؛ لأن العرب كانت عادتها غالبًا لا تنضج اللحم،

فاحتيج إلى الحز، قال الحافظ: ولا يلزم أيضًا من كونها مشوية، واحتز من كتفها أو جنبها أن تكون مسموطة؛ فإن شي المسلوخ أكثر من شي المسموط،

<<  <  ج: ص:  >  >>