مائع فلا يكون تناوله أكلًا (وادهنوا به) أمر من الادهان - بتشديد الدال - وهو استعمال الدهن، فنزل منزلة اللازم (فإنه) أي: فإن الزيت يحصل (من شجرة مباركة) يعني: {زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ}(١)، ثم وصفها بالبركة؛ لكثرة منافعها، وانتفاع أهل الشام بها، كذا قيل، والأظهر: لكونها تنبت في الأرض التي بارك الله فيها للعالمين، قيل: بارك فيها سبعون نبيًّا، منهم إبراهيم عليه السلام وغيره.
ويلزم من بركة هذه الشجرة بركة ثمرتها؛ وهي الزيتون، وبركة ما يخرج منها؛ وهو الزيت، كذا في "المرقاة".
وفي حديث أبي أسيد - بفتح الهمزة - الأنصاري:(فإنه) أي: فإن ما يخرج منه الزيت (شجرة مباركة) أي: كثيرة المنافع.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: الترمذي في كتاب الأطعمة، باب (٤٣) ما جاء في أكل الزيت، قال أبو عيسى: هذا حديث لا نعرفه إلا من حديث عبد الرزاق عن معمر، وكان عبد الرزاق يضطرب في رواية هذا الحديث؛ تارةً يرفع، وتارةً يرسل، وأخرجه الحاكم في "المستدرك" عن أبي أسيد الأنصاري، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه عن أبي أسيد.
قال المنذري في "الترغيب" بعد نقل كلام الترمذي هذا ما لفظه: ورواه الحاكم، وقال: صحيح على شرط الشيخين، وهو كما قال الحاكم. انتهى.
فدرجة هذا الحديث: أنه صحيح؛ لصحة سنده وللمشاركة فيه، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.