للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قُلْتُ: فَكَيْفَ كُنْتُمْ تَأْكُلُونَ الشَّعِيرَ غَيْرَ مَنْخُولٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، كُنَّا نَنْفُخُهُ فَيَطِيرُ مِنْهُ مَا طَارَ، وَمَا بَقِيَ ثَرَّيْنَاهُ.

===

قال الحافظ: أظن أن سهلًا احترز عما قبل البعثة؛ لكونه صلى الله عليه وسلم كان سافر في تلك المدة إلى الشام تاجرًا، وكانت الشام إذ ذاك مع الروم، والخبز النقي عندهم كثير، وكذلك المناخل وغيرها من آلات الترفه، فلا ريب أنه رأى ذلك عندهم، فأما بعد البعثة .. فلم يكن إلا بمكة والطائف والمدينة، ووصل إلى تبوك، وهي من أطراف الشام، لكن لم يفتحها، ولا طالت إقامته بها انتهى.

وفي رواية للبخاري: (قال: ما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم منخلًا من حين ابتعثه الله حتى قبضه الله).

قال أبو حازم: (قلت) لسهل: (فكيف كنتم تأكلون الشعير غير منخول) مع أنها أشد حاجة إلى المنخل؛ لكثرة قشورها؟

(قال) سهل: (نعم) نأكلها غير منخول؛ لأنا (كنا ننفخه) أي: ننفخ قشوره منه بنفسنا (فيطير) أي: فيذهب (منه) أي: من الشعير (ما طار) وذهب من قشوره (وما بقي) أي: والذي بقي عليه من قشوره ولم ينفخ عنه .. (ثريناه) من التثرية؛ نظير زكي تزكية؛ أي: ثرينا وعجنا ذلك الباقي مع الشعير ونخبزه فنأكله.

وفي السندي: (ثريناه) أي: ليناه بالماء وعجناه وخمرناه ونخبزه ونأكله.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب الأطعمة، باب النفخ في الشعير، والترمذي في كتاب الزهد، باب ما جاء في معيشة النبي صلى الله عليه وسلم وأهله، قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>