للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مِنْ بُرَّةٍ سَمْرَاءَ مُلَبَّقَةً بِسَمْنٍ نَأْكُلُهَا قَالَ: فَسَمِعَ بِذَلِكَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصارِ فَاتَّخَذَهُ فَجَاءَ بِهِ إِلَيْه، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "فِي أَيِّ شَيْءٍ كَانَ هَذَا السَّمْنُ؟ قَالَ: فِي عُكَّةِ ضَبٍّ، قَالَ: فَأَبَى أَنْ يَأْكُلَهُ.

===

أي: صافية مما يغير لونها؛ كالقشور والتبن، مصنوعة (من برة) أي: حنطة (سمراء) أي: موصوفة بسمرة؛ وهو سواد خفي؛ وهو لون بين السواد والحمرة، وهي حنطة الشام (ملبقة) بالنصب لا غير، صفة ثالثة لخبزة؛ أي: مخلوطة (بسمن) خلطًا شديدًا، وجملة (نأكلها) صفة رابعة لخبزة، وهي اسم أن، و (عندنا) خبرها مقدم على اسمها، و (لو) مصدرية، ولكنها زائدة؛ فرارًا من توالي حرفي مصدر، وهي أولى بالزيادة؛ لعدم عملها، وجملة (أن) في تأويل مصدر منصوب بوددت بمعنى تمنيت؛ تقديره: تمنيت وجود خبزة بيضاء مأكولة لنا عندنا.

(قال) ابن عمر: (فسمع بذلك) القول الذي قاله النبي صلى الله عليه وسلم (رجل من الأنصار) لم أر من ذكر اسمه (فاتخذه) أي: فاتخذ ذلك الرجل الخبز الذي قاله النبي صلى الله عليه وسلم وصنعه (فجاء) الرجل (به إليه) أي: بذلك الخبز الملبق بالسمن (فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم) له: (في أي شيء كان) أولًا (هذا السمن) الذي لبقت به الخبز، ولعله صلى الله عليه وسلم وجد فيه رائحة كريهة (قال) الرجل: يا رسول الله؛ كان هذا السمن أولًا (في عكة ضب) أي: وعاء مأخوذ من جلد ضب.

والعكة - بالضم -: وعاء السمن، وقيل: وعاء مستدير للسمن والعسل، وقيل: العكة: القربة الصغيرة. انتهى من "العون"، والضب: دويبة معروفة من الزحافات.

(قال) ابن عمر: (فأبى) وامتنع النبي صلى الله عليه وسلم (أن يأكله).

<<  <  ج: ص:  >  >>