للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

قال القاري: وفيه رد على من قال: صار رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر عمره غنيًّا.

نعم؛ وقع مال كثير في يده، لكنه ما أمسكه، بل صرفه في مرضاة ربه، وكان دائمًا غني القلب بغنى الرب. انتهى، انتهى من "تحفة".

قوله: (ثلاثة أيام) أي: بلياليها (تباعًا) - بكسر الفوقية وتخفيف الموحدة - أي: متوالية.

قال الحافظ: والذي يظهر أن سبب عدم شبعهم غالبًا بسبب قلة الشيء عندهم على أنهم كانوا قد يجدون، ولكن يؤثرون على أنفسهم. انتهى، انتهى "تحفة".

قال الطبري: استشكل بعض الناس كون النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه يطوون الأيام جوعًا، مع ما ثبت أنه كان يدخر لأهله قوت سنة، وأنه قسم بين أربعة أنفس ألف بعير مما أفاء الله عليه، وأنه ساق في حجه مئة بدنة، فنحرها وأطعمها المساكين، وأنه أمر لأعرابي بقطيع من الغنم، وغير ذلك؟

والجواب: أن ذلك كان منهم في حالة دون حالة، لا لعوز وضيق، بل تارة للإيثار، وتارة لكراهة الشبع وكثر الأكل. ذكره الحافظ في "الفتح" (١١) (٢٩١).

ثم قال: وما نفاه مطلقًا فيه نظر؛ لما تقدم من الأحاديث.

نعم، كان صلى الله عليه وسلم يختار ذلك مع إمكان حصول التوسع والتبسط في الدنيا له؛ كما أخرج الترمذي من حديث أبي أمامة: "عرض علي ربي ليجعل لي بطحاء مكة ذهبًا، فقلت: لا يا رب، ولكن أشبع يومًا، وأجوع يومًا؛ فإذا جعت .. تضرعت إليك، وإذا شبعت .. شكرتك".

<<  <  ج: ص:  >  >>