للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَأَكَلْتُ مِنْهُ حَتَّى طَالَ عَلَيَّ فَكِلْتُهُ فَفَنِيَ.

===

والأول أقرب إلى المراد، وقال غيره: هي الغرفة؛ والشطر: النصف؛ وهو هنا: نصف وسق شعير. انتهى.

(فأكلت منه) أي: من ذلك الشطر (حتى طال علي) زمن أكله (فكلته) أي: فقدرته بالكيل (ففني) أي: فانتهى بسرعة بعدما كلته وعرفت قدره.

قال السندي: (إلا شطر شعير) معناه: إلا شيء قليل من شعير، كذا فسره الترمذي، فسر الشطر بالشيء.

وقال القاضي: قال ابن أبي حازم: معناه: نصف وسق من شعير كان في رف لي، فكلته، ففني.

قال ابن بطال: كان الشعير الذي عند عائشة غير مكيل، فكالته من أجل علمها بكيله، فلما كالته .. علمت مدة بقائه، ففني عند تمام ذلك القدر.

قال القاضي: وفي هذا الحديث: أن البركة أكثر ما تكون في المجهولات والمبهمات؛ ومعنى هذا الكلام: أن الطعام المكيل يكون فناؤه معلومًا؛ للعلم بكيله؛ وأن الطعام غير المكيل فيه البركة؛ لأنه غير معلوم مقداره.

وتعقبه الحافظ ابن حجر في "الفتح" (١١/ ٢٨٠) فقال: في تعميم كل الطعام بذلك .. نظر، والذي يظهر أنه كان من الخصوصية لعائشة؛ ببركة النبي صلى الله عليه وسلم، ويؤيده ما أخرجه مسلم من طريق معقل بن عبيد الله عن أبي الزبير عن جابر: (أن رجلًا أتى النبي صلى الله عليه وسلم يستطعمه، فأطعمه شطر وسق شعير، فما زال الرجل يأكل منه وامرأته وضيفهما منه حتى كاله، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: "لو لم تكله .. لأكلتم منه ولقام لكم".

قال القرطبي: سبب رفع النما من ذلك عند العصر والكيل - والله أعلم -

<<  <  ج: ص:  >  >>