للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "مَا مَلَأَ آدَمِيٌّ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنٍ، حَسْبُ الْآدَمِيِّ لُقَيْمَاتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ؛ فَإِنْ غَلَبَتِ الْآدَمِيَّ نَفْسُهُ .. فَثُلُثٌ لِلطَّعَام، وَثُلُثٌ لِلشَّرَاب، وَثُلُثٌ لِلنَّفَسِ".

===

حالة كون المقدام (يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما ملأ آدمي) أي: إنسان رجلًا كان أو امرأة (وعاءً شرًّا) ملؤه، قيل: لأنه سبب غالب أمراض البدن.

قلت: مع أنه يمنع من الطاعة، ويفضي إلى البطالة والمعصية، والله أعلم.

وقوله: (من بطن) بيان للوعاء (حسب الآدمي) وكافيه عن الطعام الكثير (لقيمات) تصغير لُقْمَةٍ (يُقمن) صفة لقيمات؛ من الإقامة؛ أي: يُقوِّين (صُلْبَه) وجسدَه، وهذا إشارة إلى الغذاء الضروري (فإن غلبت الآدمي نفسه) أي: شهواتُها .. (فثلث) أي: فليجعل ثلث بطنه (للطعام) فهو إشارة إلى المعتدل، والمراد بالثلث: الثلث ظنًّا.

(و) لْيُجْعَل (ثلثٌ للشراب، و) ليجعل (ثلث للنَّفَس) - بفتحتين - بخلاف النفس بمعنى الذات؛ فإنه بفتح فسكون.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: الترمذي في كتاب الزهادة، باب ما جاء في كراهية كثرة الأكل، ورواه الحاكم في كتاب الأطعمة، وسكت عنه، وقال الذهبي في "التلخيص": إنه صحيح، ورواه ابن حبان في "الموارد" في كتاب الأطعمة، باب فيما يكفي الإنسان من الأكل والشرب، وأحمد في "المسند".

فدرجة هذا الحديث: أنه صحيح المتن بغيره، ضعيف السند لما مر آنفًا، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.

<<  <  ج: ص:  >  >>