الطائف فدعاني) رسول الله صلى الله عليه وسلم (فقال) لي: (خذ هذا العنقود) من العنب؛ وهو من العنب كالعرجون من الرطب (فأبلغه) أي: أوصل هذا العنقود (أمك) هديةً لها؛ من الإبلاغ؛ وهو الإيصال، وأمه: عمرة بنت رواحة، أخت عبد الله بن رواحة الصحابي المشهور رضي الله تعالى عنه.
قال النعمان:(فأكلته) أي: أكلت ذلك العنقود (قبل أن أبلغه) من الإبلاغ؛ أي: من قبل أن أوصل ذلك العنقود (إياها) أي: إلى أمي (فلما كان) الزمانُ (بعد ليال) قليلة .. (قال لي) رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما فعل العنقود) الذي سلمته إليك هدية لأمك؟ (هل أبلغته) هل أبلغت ذلك العنقود إلى (أمك) وأوصلته إليها؟
قال النعمان:(قلت) لرسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا) أي: ما أبلغته إليها وما أوصلته إليها، بل أكلته قبل إيصاله إليها (قال: فسماني غدر) أي: أنت غدر - بضم ففتح - بوزن عمر وزفر؛ أي: يا غدر؛ أي: لم لم توصله إليها وكنت غادرًا؟ ! أي: خائنًا في الهدية، قال البوصيري: هذا إسناد صحيح؛ رجاله ثقات.
قال المزي: رواه أبو بكر بن السني في كتاب "المأدبة" عن العباس بن أحمد بن حسان عن عمرو بن عثمان عن أبيه عن محمد بن عمر المخرمي عن عبد الله بن بسر الحبراني عن عبد الله بن بسر المازني قال: بعثتني أمي إلى النبي صلى الله عليه وسلم بقطف من عنب، فأكلت منه قبل أن أُبلِغَه إِيّاهَا، فلما جئت به .. أخذ بأذني، وقال:"يا غدر" قال المزي: والقصة مختلفة، فيحتمل أن تكونا قصتين، والله أعلم. انتهى.