قال الشيبانيُّ: أتانا يومًا أبو مَيَّاس الشاعر ونحن جماعة، فقال: ما أنتم؟ قلنا: نذكر الزمان وفساده، قال: كلا، الزمان وعاء، وما أُلقي فيه من خير أو شر كان على حاله، ثم أنشأ يقول:
أرى حلُلًا تصان على رجال ... وأخلاقًا تُزال ولا تُصان
يقولون الزمانُ به فسادٌ ... وهم فسدوا وما فَسدَ الزمانُ
الحاجة إلى الناس ذل لنفسك:
لعمرك من أوليته منك نعمةً ... أسيرك في الدنيا وأنت أميره
ومن كنت محتاجًا إليه بماله ... أميرك في الدنيا وأنت أسيره
ومن كنتَ عنه ذا غنىً وهو مالِكٌ ... أَزِمَّةَ كل الأرض أنتَ نظيرُه
فعش قانعًا إن القناعة للفتى ... لكنز وهذا منتهى ما أُشيره