للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

قيل: عدم شربها في الآخرة كناية عن عدم دخول الجنة؛ لأن من دخلها يشربها منها، فيؤول الحديث بالمُستحِلّ، أو أنه لا يشتهيه وإن عفي عنه ودخلها؛ لأنه استعجل ما أخر الله له، والله أعلم.

قال الزرقاني في "شرح الموطأ": قال ابن العربي: ظاهر الحديث أنه لا يشربها في الجنة؛ وذلك لأنه استعجل ما أمر بتأخيره، ووعد به، فحرمه عند ميقاته؛ كالوارث إذا قتل مورثه؛ فإنه يحرم ميراثه؛ لاستعجاله. انتهى.

قال في "المبارق": قيل: جعل محرومًا في الواقع بأن ينسى شهوتها، أو بألا يشتهيها وإن ذكرها؛ لأن ما يشتهى من النعم حاصلة لأهل الجنة؛ بدلالة قوله تعالى: {وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ} (١)، وهذا نقص عظيم لحرمانه من أشرف نعم الجنة. انتهى منه.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب الأشربة، باب قوله تعالى: {إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ} (٢)، ومسلم في كتاب الأشربة، باب عقوبة من شرب الخمر ولم يتب منها بمنعه إياها في الآخرة، والترمذي في كتاب الأشربة، باب ما جاء في شارب الخمر، وقال أبو عيسى: حديث ابن عُمَر حديث حسن صحيح، والنسائي في كتاب الأشربة، باب توبة شارب الخمر.

فهذا الحديث في أعلى درجات الصحة؛ لأنه من المتفق عليه، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.

* * *


(١) سورة فصلت: (٣١).
(٢) سورة المائدة: (٩٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>