شربها (كعابد وثن) أي: من حيث إن الله تعالى جمع شارب الخمر مع عابد الوثن في قوله تعالى {إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ ... } الآية (١).
وأيضًا: هما سواء في عدم قبول الصلاة؛ لأن الكافر لو صلى .. لم تقبل صلاته، وكذلك المواظب على شرب الخمر.
وقيل: إن المراد بالمدمن: المواظب على شربها مع استحلالها، وهذا كافر بشربها؛ كما أن الكافر كافر بعبادتها؛ لاستهانتهما بمحارم الشرع، ولكن ورد هذا الحديث مورد الزجر والتهديد؛ لأن عابد الوثن مخلد في النار، وشارب الخمر بلا استحلال لا يخلد فيها، ويرجى له العفو بفضل الله تعالى في الآخرة؛ لأنه من أصحاب الكبائر لا من أهل الشرك.
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ولكن له شاهد من حديث أبي موسى رواه النسائي في "الصغرى"، ورواه أحمد في "المسند"، وابن حبان في "صحيحه" من حديث ابن عباس، ورواه البزار في "مسنده" من حديث عبد الله بن عمرو وابن أبي شيبة في "مصنفه" وابن عدي في "الكامل"، وكثرة الشواهد ترفعه إلى درجة الصحة.
فدرجة هذا الحديث: أنه صحيح، لصحة سنده، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.
ثم استشهد المؤلف لحديث أبي هريرة بحديث أبي الدرداء رضي الله تعالى عنهما، فقال: