وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.
(قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الذي يشرب في إناء الفضة) والذهب من باب أولى؛ كما هو مذكور في بعض رواية مسلم (إنما يجرجر) ويشرب؛ من جرجر الرباعي المضعف؛ نظير زلزل؛ أي: فكأنما يجر جر ويشرب (في بطنه نار جهنم) يروى برفع نار ونصبه؛ فمن رفع .. حمل يجرجر على يُصَوِّتُ؛ والجرجرة: الصوت المتراجع؛ كصوت حركة اللجام في فم الفرس، يقال: جرجر الفرس؛ إذا حرك فمه باللجام.
وفي "النووي": والجرجرة: صوت البعير عند الضجر، ولكنه جعل جرع الإنسان للماء في هذه الأواني المخصوصة؛ لوقوع النهي عنها واستحقاق العقاب على استعمالها .. جرجرة نار جهنم في بطنه من طريق المجاز، هذا وجه رفع نار، ويكون قد ذكر (يجرجر) بالياء؛ للفصل بينه وبين النار، ومن نصبه حملًا على معنى يتجرع .. فالشارب هو الفاعل، والنار مفعوله.
يقال: جرجر فلان الماء؛ إذا جرعه جرعًا متواترًا له صوت؛ والمعنى: فكأنما يتجرع نار جهنم، وقال في "المبارق": الجرجرة: صوت البعير في حنجرته، والمراد به هنا: صوت يسمع في حلق الإنسان عند تجرعه الماء. انتهى.
وهذا الحديث يدل على تحريم استعمال أواني الذهب والفضة في الأكل والشرب ويلحق بهما ما في معناهما؛ مثل التطيب والتكحل في أوانيهما وما شابه ذلك، وبتحريم ذلك قال جمهور العلماء سلفًا وخلفًا، وروي عن بعض