بلبن، وعن يمينه) صلى الله عليه وسلم (ابن عباس، وعن يساره خالد بن الوليد) بن المغيرة المخزومي سيف الله، من كبار الصحابة، أسلم بين الحديبية والفتح رضي الله تعالى عنه، وهو أكبر من ابن عباس (فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لابن عباس: أتأذن لي أن أسقي) وأعطي هذا اللبن الفاضل عني (خالد) بن الوليد؛ لأنك أحق به منه؛ لأنك الأيمن مني؟
فـ (قال ابن عباس) لرسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما أحب أن أوثر) وأختار (بسؤر رسول الله صلى الله عليه وسلم) أي: بما بقي عنه في الإناء من الشراب (على نفسي أحدًا) غيري، بل أريد أن أشربه بنفسي (فأخذ ابن عباس) ذلك السؤر (فشربـ) ـه وأبقى منه شيئًا لخالد (وشرب خالد) ما بقي من ابن عباس، قال السندي: قوله: "أن أوثر" في "المصباح": آثرته - بالمد -: فضلته.
السؤر: ما يبقى في الإناء من الماء. انتهى.
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ولكن رواه الإمام أحمد في "مسنده" من حديث ابن عباس أيضًا، وله شاهد في "الصحيحين" وغيرهما من حديث أنس وسهل وسعد.
فدرجته: أنه حسن؛ لكون سنده حسنًا؛ صحيح؛ لأن له في الصحيح شاهدًا، وغرضه: الاستشهاد به لحديث أنس.