للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَإِنَّ فِيهِمَا شِفَاءً مِنْ كُلِّ دَاءٍ إِلَّا السَّامَ قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ؛ وَمَا السَّامُ؟ قَالَ: "الْمَوْتُ قَالَ عَمْرٌو: قَالَ ابْنُ أَبِي عَبْلَةَ: السَّنُّوتُ: الشِّبِتُّ، وَقَالَ آخَرُونَ: بَلْ هُوَ الْعَسَلُ الَّذِي يَكُونُ فِي زِقَاقِ السَّمْن، وَهُوَ قَوْلُ الشَّاعِرِ:

هُمُ السَّمْنُ بِالسَّنُّوتِ لَا أَلْسَ فِيهِمُ ... وَهُمْ يَمْنَعُونَ جَارَهُمْ أَنْ يُقَرَّدَا

===

(فإن فيهما) أي: في السنى والسنوت (شفاء من كلّ داء إلَّا السام، قيل) له صلى الله عليه وسلم: (يا رسول الله؟ وما السام؟ قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم في جواب السائل: السام هو (الموت، قال عمرو) بن بكر السكسكي: (قال) لنا إبراهيم (بن أبي عبلة: السنوت): هو (الشبت) - بكسر الشين المعجمة والموحدة آخره مثناة فوقية مشددة - قال في "المنجد": هو نبات كالثمرة، يقال له: زِرُّ الدجاج.

وقال عمرو بن بكر: (وقال) قوم (آخرون) أي: غير ابن أبي عبلة (بل هو) أي: السنوت (العسل الذي يكون) مدخرًا محفوظًا (في زقاق السمن) جمع زق؛ وهو القربة التي في أوعيته السمن وأوانيه؛ والسمن: الزبد المصفى من المخيض بعرضه على النار.

(وهو) أي: وشاهده؛ أي: وشاهد هذا التفسير (قول الشاعر:

همُ السَّمْنُ بالسَّنُّوتِ لا ألْسَ فِيهمُ ... وهم يمنعون جارهم أن يُقَرَّدا)

بالبناء للمفعول؛ من التقريد؛ وهو الخداع، والألف للإطلاق.

(هم) أي: أولئك القومُ الممدوحون (السمنُ) المخلوطُ (بالسنوت) أي: بالعسل؛ أي: رائحتُهم كالعسل المخلوط بالسمن (لا أَلْسَ) أي: لا خِيانةَ فيهم (وهم يمنعون) أي: يحفظون (جارهم أن يُقَرَّدَا) أي: من أن يُخدع ويُغبن جارُهم في أموره؛ ينصحون له لئلا يغبن.

<<  <  ج: ص:  >  >>