وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.
(قال) طارق: (قلت: يا رسول الله؛ إن بأرضنا) أرض حضرموت (أعنابًا) كثيرة (نعتصرها) أي: نتخذ من تلك الأعناب عصيرًا وشرابًا (فنشرب منها) أي: نشرب من عصير تلك الأعناب فـ (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا) تشربوا من عصيرها، قال طارق:(فراجعته) صلى الله عليه وسلم الكلام ثانيًا، ؤ (قلت) له صلى الله عليه وسلم: (إنا) معاشر الحضارمة (نَسْتَشْفِي) أي: نطلب الشفا من الله (به) أي: بشرب ذلك العصير وسقيه (للمريض) أي: لمريضنا، فـ (قال) له النبي صلى الله عليه وسلم: (إن ذلك) العصير (ليس بشفاء) أي: بدواء لأي مرض كان (ولكنه) أي: ولكن ذلك العصير (داء) أي: مرض لمن شربه، لأنه يسكره ويستر عقله ويزيله، وزوال العقل من أشد الأمراض.
وفي هذا الحديث التصريح بأن الخمر ليست بدواء، فحرم التداوي بها؛ كما يحرم شُرْبُها.
قال الخطابي: قوله: "ولكنه داء" إنما سماها داءً؛ لما في شربها من الإثم، وقد يستعمل لفظ الداء في الآفات والعيوب ومساوئ الأخلاق، وإذا تبايعوا الحيوان .. قالوا: برئت من كل داء؛ يريدون: العيب.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لبني ساعدة:"من سيدكم؟ " قالوا: جَدُّ بن قيس، وإنا لنظنه بشيء من البخل؛ أي: نتهمه بالبخل، قال:"وأي داء أدوى من البخل؟ ! " والبخل إنما هو طبع أو خلق.