وروينا في "مسند أبي يعلى الموصلي" من حديث أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "عمر الذباب أربعون ليلةً، والذباب كله في النار إلا النحل".
قيل: كونه في النار ليس بعذاب له، بل لِيُعذَّب به أهلُ النار بوقوعه عليهم، وهو أجهل الخلق؛ لأنه يُلْقِي نفسه في الهلكة، ويتولد من العفونة، ولم يُخلق له أجفان لصغر حدقته، ومن شأن الجفن أن يَصْقُل مرآةَ الحدقة من الغبار، فجعل الله تعالى له يدين يَصْقُل بهما مرآة حدقته، فلذا تراه أبدًا يمسح بيديه عينيه.
ومن الحكمة في إيجادها: مذلَّةُ الجبابرة، قيل: لولا هي .. لجافت الدنيا، ورجيعها يقع على الأسود أبيض، وبالعكس. انتهى "الإرشاد".
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: النسائي في كتاب الفرع والعتيرة، باب الذباب يقع في الطعام.
ودرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده وللمشاركة فيه، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.
* * *
ثم استشهد المؤلف لحديث أبي سعيد بحديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنهما، فقال:
(١٣٥) - ٣٤٤٩ - (٢)(حدثنا سويد بن سعيد) بن سهل الهروي الأصل الحدثاني نزولًا، صدوق، من قدماء العاشرة، مات سنة أربعين ومئتين (٢٤٠ هـ). يروي عنه:(م ق).