وضوئه ويرشها (عليه) أي: على سهل بن حنيف المعيون له.
قال هشام بن عمار:(قال) لنا (سفيان) بن عيينة: (قال معمر) بن راشد في روايته (عن الزهري) لفظة: (وأمره) أي: وأمر النبي صلى الله عليه وسلم عامر بن ربيعة بـ (أن يكفأ) ويفرغ ماء غسالته الذي في (الإناء) على سهل المريض (من خلفه) أي: من خلف عامر وورائه جاعلًا ظهره إلى سهل بن حنيف؛ أي: يفرغ عليه ماء الغسالة من الإناء مدبرًا إليه بظهره.
قال النووي: وُصِفَ وضوءُ العين عند العلماء: أن يؤتى بقدح ماء، ولا يوضع القدح على الأرض، فيأخذ العائن غرفة فيتمضمض، ثم يمجها في القدح، ثم يأخذ منه ماء يغسل به وجهه، ثم يأخذ بشماله ماء يغسل به كفه اليمنى، ثم بيمينه ماء يغسل به مرفقه الأيسر، ولا يغسل ما بين المرفقين والكعبين، ثم يغسل قدمه اليمنى، ثم اليسرى على الصفة المتقدمة، وكل ذلك في القدح، ثم داخلة إزاره، وهو الطرف المتدلي الذي يلي حقوه الأيمن، فإذا استكمل هذا .. صبه من خلفه على رأسه.
وهذا المعنى لا يمكن تعليله ومعرفة وجهه، وليس في قوة العقل الاطلاع على أسرار جميع هذه المعلومات، فلا يدفع هذا بألا يعقل معناه. انتهى من "شرح مسلم للنووي".
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ولكن رواه مالك في "الموطأ" في كتاب العين، باب الوضوء من العين، وهو مرسل من طريق محمد بن سهل بن حنيف عن أبيه به، ورواه النسائي في الطب، وفي "اليوم والليلة" من طريق سفيان عن الزهري، ورواه ابن حبان في "صحيحه" عن عمر بن سعيد بن سنان عن أحمد بن أبي بكر عن مالك عن محمد بن أبي أمامة به، ورواه الحاكم في "المستدرك"