للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لَوْ قَالَ حِينَ أَمْسَى: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ .. مَا ضَرَّهُ لَدْغُ عَقْرَبٍ حَتَّى يُصْبِحَ".

===

أي: إن ذلك الرجل اللديغ (لو قال حين أمسى) أي: حين دخل في وقت المساء؛ والمساء: من الزوال إلي نصف الليل، أي: لو دعا الله عز وجل في أول مسائه بهذا الدعاء.

يعني: قوله: (أعوذ) وأتحصن وأتحفظ (بكلمات الله التامات) أي: المنزهة من صفات النقص وسماته.

قال الجزري في "النهاية": إنما وصف كلامه بالتمام؛ لأنه لا يجوز أن يكون في شيء من كلامه تعالى نقص من حيث المعنى بعدم بلاغته أو عيب من حيث اللفظ بعدم فصاحته.

(من شر) وإذاية (ما خلقـ) ـه الله تعالى من مخلوقاته .. (ما ضره) جواب لو؛ أي: ما آذاه وأَوْجَعَهُ (لَدع عقربٍ) وضَرْبَتُه (حتى يصبح) أي: حتى يدخل في الصباح؛ وهو من نصف الليل إلي نصف النهار؛ أي: ما سلط الله تعالى عليه العقرب في جميع أزمنته، فهو من إطلاق الطرفين وإرادة الكل، ففيه مجاز مرسل، والعلاقة الكلية والجزئية؛ كما يكون النقص والعيب في كلام الناس.

وقيل: معنى تمام هنا: أنها تنفع المتعوذ بها وتحفظه من الآفات وتكفيه. انتهى من "السندي" بتصرف وزيادة.

وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ولكن رواه النسائي في "عمل اليوم والليلة" عن إبراهيم بن يوسف الكوفي عن عبيد الله به، وأبو داوود في كتاب الطب، باب كيف الرقى.

ودرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده، وغرضه بسوقه: الاستشهاد به.

<<  <  ج: ص:  >  >>