وقوله:(باسم الله، تربة أرضنا، بريقة بعضنا؛ ليشفى سقيمنا بإذن ربنا) اسم كان محكي مؤخر عن خبرها؛ ففي الكلام تقديم وتأخير؛ والتقدير: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان قوله: "باسم الله تربة أرضنا بريقة بعضنا؛ ليشفى بها سقيمنا بإذن ربنا" كائنًا من بعض ما يقوله للمريض في الدعاء له، حالة كونه آخذًا بإصبعه السبابة بعض بزاقه وريقه، حالة كونه واضعًا إصبعه على الأرض، ناقلًا بعض ترابها على إصبعه، واضعًا تلك الإصبع على موضع الألم من المريض، مكررًا لذلك الدعاء، داعيًا من الله تعالى شفاء ذلك المريض من ذلك المرض.
ويحتمل كون (كان) زائدة، وكذا قوله:(مما) زائدة، واللام في قوله:(ليشفي) زائدة على كل الاحتمال الآتي؛ كما هي ساقطة في بعض الروايات.
والمعنى حينئذ: أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول للمريض حالة كونه متبركًا: باسم الله تربة أرضنا، حالة كونها ممزوجة بريقة بعضنا، يشفى بها سقيمنا بإذن ربنا وإرادته.
أي: يقول ذلك حالة كونه آخذًا بزاقه بإصبعه السبابة، واضعًا تلك الإصبع على التراب؛ لينقله بإصبعه، ثم واضعًا تلك الإصبع على موضع الألم من المريض.
قال السندي: قوله: (ببزاقه بإصبعه) أي: كان يأخذ من ريقه على إصبعه شيئًا، ثم يضعها على التراب فيتعلق بها منه شيء، فيمسح بها على الموضع الجريح.
(تربة أرضنا) أي: هذه تربة أرضنا، (بريقة بعضنا) يدل على أنه كان يتفل عند الرقية. انتهى منه.