للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

وفي "المرقاة": قال جمهور العلماء: المراد بـ (أرضنا) هنا: جملة الأرض. انتهى.

والمراد بـ (ريقنا): ريق المؤمنين.

وحاول بعض العلماء - كما ذكر عنهم القرطبي - أن يخرجوا هذا الطريق على أصول طبية، فقالوا: إن السر فيه أن تراب الأرض لبرودته ويبسه يبرئ الموضع الذي به الألم، ويمنع انصباب المواد إليه ليبسه مع منفعته في تجفيف الجراح واندمالها.

وأما الريق .. فإنه يختص بالتحليل والإنضاج وإبراد الجرح والورم لا سيما من الصائم الجائع.

وكذلك ذكر البيضاوي أن للريق مدخلًا في النضج وتعديل المزاج، ولتراب الوطن تأثيرًا في حفظ المزاج ودفع الضرر؛ فقد ذكروا أنه ينبغي للمسافر أن يستصحب تراب أرضه إن عجز عن استصحاب مائها.

ولكن تعقب القرطبي مثل هذه التوجيهات، وقال: إنما هذا من باب التبرك بأسماء الله تعالى، فلا يلزم تعقيده على أصول طبية، وهو الظاهر.

وقال التوربشتي: كأن المراد من (التوبة) الإشارة إلى فطرة آدم عليه السلام، و (الريقة) الإشارة إلى النطفة.

كأنه تضرع بلسان الحال؛ أنك اخترعت الأصل الأول من التراب، ثم أبدعته من ماء مهين، فَهينٌ عليك أن تَشْفِيَ من كانت هذه نشأته. كذا في "الفتح" (١٠/ ٢٠٨).

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب أحاديث

<<  <  ج: ص:  >  >>