للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَوِّذُ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ؛ يَقُولُ: "أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّة، مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ وَهَامَّةٍ، وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ لَامَّةٍ"، قَالَ: "وَكَانَ أَبُونَا إِبْرَاهِيمُ يُعَوِّذُ

===

قتل بين يدي الحجاج سنة خمس وتسعين (٩٥ هـ)، ولم يكمل عمره خمسين سنة. يروي عنه: (ع).

(عن ابن عباس) رضي الله تعالى عنهما.

وهذان السندان من سباعياته، وحكمهما: الصحة، ولم يقدح في هذا السند محمد بن سليمان البغدادي؛ لأنه إنما ذكره على سبيل المقارنة ليس مقصودًا في السند؛ لأنه إنما قارنه بأبي بكر بن خلاد.

(قال) ابن عباس: (كان النبي صلى الله عليه وسلم يُعوِّذُ الحسنَ والحسين) ابني فاطمةَ وعلي رضي الله تعالى عنهما - بضم الياء وكسر الواو المشددة - من التعويذ (يقول) في تعويذهما: (أعوذ) كما وأحصنكما وأستحفظكما من كل سوء (بكلمات الله التامة) باتصافها بكل الكمالات وتنزهها عن كل النقائص.

وقال في "العون": قوله: "التامة" أي: الخالية عن العيوب أو الوافية في دفع ما يتعوذ منه، وأعوذكما (من كل شيطان) مارد؛ أي: متمرد (و) من شر كل دابة (هامة) وهي - بتشديد الميم -: واحدة الهوام؛ وهي ذوات السموم؛ كالحية والعقرب (ومن) شر (كل عين لامة) أي: مصيبة لمن نظرت إليه بلمم؛ واللمم: كل داء ينقص تمييز وعقل من أصابه؛ كالخبل والجنون والإغماء والوسوسة؛ أي: من كل عين تصيب من نظرت إليه بسوء ومرض.

ثم (قال) النبي صلى الله عليه وسلم: (وكان أبونا) الأكبر وجدُّنا الأعلى؛ لأنه كان جد العرب (إبراهيم) الخليل عليه السلام (يعوذ) ويستحصن

<<  <  ج: ص:  >  >>