وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الحسن؛ لأن فيه عبد الرحمن بن ثوبان، وهو مختلف فيه.
أي: قال جنادة: سمعت عبادة بن الصامت، حالة كونه (يقول: أتى) وجاء (جبرائيل) الأمين (عليه السلام النبي صلى الله عليه وسلم وهو) أي: والحال أنه صلى الله عليه وسلم (يوعك) - بالبناء للمجهول - من وعك الثلاثي، يقال: وعكته الحمى؛ إذا أخذته السخونة؛ فهو موعوك؛ أي: محموم (فقال) له جبريل: (باسم الله أرقيك) أي: أعالجك بالقراءة عليك (من كل شيء) ومرض (يؤذيك) أي: يوصل الأذى والضرر (من حَسَدِ حاسدٍ) لك.
وقوله:(ومن كل) إصابة (عين) عائن .. متعلق بقوله:(الله يَشْفِيك) ويبرئك ويعافيك؛ أو معطوف على الجار والمجرور قبله على كونه بيانًا لكل شيء.
وقوله:"باسم الله أرقيك" الاسم هنا: يراد به المسمى؛ وهو الذات العلمية، فكأنه قال: بذات الله وقدرته؛ نظير قوله تعالى؛ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى}(١) أي: سبح ربك، فالاسم مقحم، ولفظة الاسم في أصله عبارة عن الكلمة الدالة على المسمى، والمسمى هو مدلولها، غير أنه قد يتوسع فيوضع الاسم موضع المسمى توسعًا.
وقوله:"من حسد حاسد" دليل: على أن الحسد يؤثر؛ أي: يتسبب في المحسود ضررًا يقع به؛ إما في جسمه بمرض أو في ماله، وما يختص به؛