وحج سنة خمس مائة ولقي الكبار وعمر دهرًا ولد سنة ست وسبعين وأربع مائة.
وتصدر للإقراء مدة.
والفقيه عمارة بن علي بن زيدان أبو محمد الحكمي المذ حجي التميمي الشافعي القاضي نجم الدين نزيل مصر وشاعر العصر.
قال ابن خانكان: كان شديد التعصب للسنة أديبًا ماهرًا لم يزل ماشي الحال في دولة المصريين إلى أن ملك صلاح الدين فمدحه ثم أنه شرع في أمور وأخذ في اتفاق مع الرؤساء في التعصب للعبيديين وإعادة دولتهم.
فنقل أمرهم وكانوا ثمانية إلى صلاح الدين فشنقهم في رمضان.
قلت مات في الكهولة.
والسلطان نور الدين الملك العادل أبو القاسم محمود بن أتابك زنكي ابن أقسنقر التركي.
تملك حلب بعد أبيه ثم أخذ دمشق فملكها عشرين سنة.
وكان مولده في شوال سنة إحدى عشرة وخمس مائة.
وكان أجل ملوك زمانه وأعدلهم وأدينهم وأكثرهم جهادًا وأسعدهم في دنياه وآخرته.
هزم الفرنج غير مرة وأخافهم وجرعهم المر.
وفي الجملة محاسنه أبين من الشمس وأحسن من القمر.
وكان أسمر طويلًا مليحًا تركي اللحية نقي الخد شديد المهابة حسن التواضع طاهر اللسان كامل العقل والرأي سليمًا من التكبر خائفًا من الله قل أن يوجد في الصلحاء الكبار مثله فضلًا عن الملوك.
ختم الله له بالشهادة ونوله الحسنى إن شاء الله وزيادة فمات بالخوانيق في حادي عشر شوال.
وعهد بالملك إلى ولده الصالح إسماعيل وعمره إحدى عشرة سنة.