ومحد بن سفيان أبو عبد الله القيرواني، صاحب كتاب " الهادي " في القراءات. تفقه على أبي الحسن القابسي، ورحل فأخذ القراءات عن أبي الطيّب بن غلبون وغيره. قال أبو عمرو الداني: كان ذا فهمٍ وحفظ وعفاف.
[سنة ست عشرة وأربعمئة]
فيها انتشر العيّارون ببغداد، وخرقوا الهيبة، وواصلوا العملات والقتل.
وفيها مات السلطان مشرّف الدولة، ونهبت خزائنه، وتسلطن جلال الدولة أبو طاهر، ولد بهاء الدولة بن عضد الدولة، وهو يومئذ بالبصرة، فخلع على وزيره، علم الدين شرف الملك أبي سعيد بن ماكولا.
ثم إن الجند عدلوا إلى الملك أبي كاليجار، ونوهوا باسمه، وكان وليّ عهد أبيه، سلطان الدولة، فخطب لهذا ببغداد، واختبط الناس، وأخذت العيارون الناس نهاراً جهاراً، وكانوا يمشون بالليل بالشمع والمشاعل، ويكبسون البين، ويأخذون صاحبه يعذبونه، إلى أن يقرّ لهم بذخائره، وأحرقوا دار الشريف المرتضي. ولم يخرج ركبٌ من بغداد.
وفيها توفي الحصيب بن عبد الله بن محمد بن الحسين بن الحصيب، أبو الخير، القاضي المصري، حدّث عن أبيه، وعثمان بن السمرقندي وطائفة.
وأبو محمد بن النحاس، عبد الرحمن بن عمر المصري البزار، في عاشر صفر، وكان مسند الديار المصرية ومحدّثها، عاش بضعاً وتسعين سنة،