وأبو طاهر بن العلاف، محمد بن علي بن محمد البغدادي الواعظ. روى عن القطيعي، وجماعة. وكان نبيلاً وقواً له حلقة للعلم بجامع المنصور.
[سنة ثلاث وأربعين وأربعمئة]
فيها في صفر، زال الأنس بين السنّة والشّيعة، وعادوا إلى أشدّ ما كانوا عليه، وأحكم الرافضة سوق الكرخ، وكتبوا على الأبراج: محمد وعليّ خير البشر، فمن رضي فقد شكر، ومن أبى فقد كفر، فاضطرمت نار الفتنة، وأخذت ثياب الناس في الطرق، وغلِّقت الأسواق، واجتمع للسنّة جمع لم ير مثله، وهجموا على دار الخلافة، فوعدوا بالخير، فثار أهل الكرخ، والتقى الجمعان، وقتل جماعة، ونهب باب التبن ونبشت عدّة قبور للشّيعة وأحرقوا، مثل العوني والناشي والجذوعي، وطرحوا النيران في التُّرب، وتمَّ على الرافضة خزي عظيم، فعمدوا إلى خان الحنفية فأحرقوه، وقتلوا مدرّسهم أبا سعد السرخسيّ، رحمه الله. وقال الوزير: إن وأخذنا الكّل خرب البلد.
وفيها أخذ طغرلبك أصبهان، بعد حصار سنة، فجعلها دار ملكه، ونقل خزائنه من الريِّ إليها.
وفيها هجمت الغزّ على الأهواز، وقتلوا ونهبوا، وعلموا كل قبيح.
وفيها كانت وقعة عظيمة، بين المعزّ بن باديس، وبين المصريين، قتل فيها من المغاربة نحو ثلاثين ألفاً.
وفيها توفي أبو علي الشاموخي المقرئ، الحسن بن علي، بالبصرة، وله جزء مشهور، روى فيه عن أحمد بن محمد بن العباس، صاحب أبي خليفة.