يعلى بن عبيد، ورحل إلى عبد الرزاق. وكان بن أولياء الله. قال البغوي: ما رأيت بعد الإمام أحمد بن حنبل أفضل منه. كان يختم في رمضان تسعين ختمه.
وفيها الحافظ أبو داود سليمان بن معبد السنجي المروزي. روى عن النضر بن شميل وعبد الرزاق، وكان مقدماً في العربية أيضاً.
وفيها الرياشي أبو الفضل العباس بن الفرج، قتلته الزنج بالبصرة وله ثمانون سنة، أخذ عن أبي عبيدة ونحوه، وكان إماماً في اللغة والنحو أخبارياً علامة ثقة. حكى عنه أبو داود في سنته. وفيها زيد بن أخرم، أبو طالب الحافظ، ذبحته الزنج أيضاً، روى عن يحيى القطان وطبقته. وفيها أبو سعيد الأشج، عبد الله بن سعيد الكندي الكوفي الحافظ. صاحب التصانيف، في ربيع الأول، وقد جاوز التسعين. روى عن هشيم وعبد الله بن إدريس وخلق. قال أبو حاتم: هو إمام أهل زمانه. وقال محمد بن أحمد الشطوي: ما رأيت أحفظ منه.
[سنة ثمان وخمسين ومئتين]
فيها توجه منصور بن جعفر، فالتقى بالخبيث قائد الزنج فقتل منصور في المصاف، واستبيح ذلك الجيش، فسار أبو أحمد الموفق أخو الخليفة في جيش عظيم، فانهزمت الزنج وتقهقرت، ثم جهز الموفق فرقة عليهم