وفيها الإمام أبو زكريا يحيى بن معين البغدادي الحافظ. أحد الأعلام وحجة الإسلام. في ذي القعدة بمدينة النبي صلى الله عليه وسلم. متوجهاً إلى الحج، وغسل على الأعواد التي غسل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم. وعاش خمساً وسبعين سنة. سمع هشيماً. ويحيى بن أبي زائدة. وخلائق. جاء عنه أنه قال: كتبت بيدي هذه ست مئة ألف حديث. يعني بالمكرر. وقال الإمام أحمد بن حنبل: كل حديث لا يعرفه يحيى بن معين فليس بحديث.
وقال ابن المديني: انتهى علم الناس إلى يحيى بن معين رحمه الله.
قلت: حديثه في الكتب الستة.
[سنة أربع وثلاثين ومئتين]
فيها توفي أحمد بن حرب النيسابوري الزاهد. قال فيه يحيى بن يحيى: إن لم يكن من الأبدال فلا أدري من هم رحل وسمع من بن عيينة وجماعة. وكان صاحب عزو وجهاد وموعظ ومصنفات في العلم رحمه الله.
وفيها الأمير إيتاخ التركي، مقدم الجيوش وكبير الدولة. خافة المتوكل وعمل عليه كل حيلة حتى قبض له عليه نائب بغداد إسحاق بن إبراهيم، وأميت عطشاً وأخذ له المتوكل من الذهب ألف ألف دينار.
وفيها الإمام أبو خيثمة زهير بن حرب الحافظ، ببغداد، في شعبان.