والدقّاق أبو عبد الله محمد بن عبد بن عبد الواحد الإصبهاني الحافظ الرحال عن ثمانين سنة، روى عن عبد الله بن شبيب الخطيب والباطرقاني وعبد الرحمان بن أحمد الرازيّ. وعني بهذا الفن، وكتب عمّن دبّ ودرج وكان محدّثاً أثريّاً فقيراً متقلّلاً. توفي في شوال.
[سنة سبع عشرة وخمس مئة]
في أوّلها التقى الخليفة المسترشد بالله ودبيسٌ الأسدي. وكان دبيس قد طغى وتمرّد ووعد عسكره بنهب بغداد. وجرّد المسترشد يومئذ سيفه ووقف على تلٍّ، فانهزم جمع دبيس وقتل خلق منهم. وقتل من جيش الخليفة نحو العشر ين، وعاد مؤيّداً منصوراً. وذهب دبيس فعاث ونهب، وقتل بنواحي البصرة.
وفيها توفي ابن الطيوريّ أبو سعد أحمد بن عبد الجبار الصيرفي ببغداد، في رجب، عن ثلاثٍ وثمانين سنة. وكان صالحاً. أكثر بإفادة أخيه المبارك.
وروى عن ابن غيلان والخلال، وأجاز له الصوريُّ وأبو عليّ الأهوازي.
وابن الخياط الشاعر المشهور أبو عبد الله أحمد بن محمد بن علي التغلبيُّ، الكاتب الدمشقيُّ. ويعرف بابن سني الدولة، الطابلسيُّ. عاش سبعاً وستين سنة. وكتب أولاً لبعض الأمراء ثم مدح الملوك والكبار، وبلغ في النظم الذروة العليا. أخذ يجلب عن أبي الفتيان محمد بن حيّوس، وعنه أخذ ابن القيسراني.
قال السِّلفي: كان شاعر الشام في زمانه. قد اخترت من شعره مجلّدةً لطيفة فسمعتها منه.