وعشرين، من أبي حامد بن بلال، ومحمد بن الحسين القطّان، وعبد الله بن يعقوب الكرماني، وخلق. وأملى ودرَّس، وكان قانعاً متعففاً، له مصنف في علم الشروط، توفي في شعبان، وقد روى عنه الحاكم مع تقدُّمه.
وهبة الله بن سلامة، أبو القاسم البغدادي المفسر، مؤلف كتاب " الناسخ والمنسوخ "، وهو جدّ رزق الله التميمي لأمه، كان من أحفظ الأئمة للتفسير، وكان ضريراً، له حلقة بجامع المنصور.
[سنة إحدى عشرة وأربعمئة]
فيها كان الغلاء المفرط بالعراق، حتى أكلوا الكلاب والحمر.
وفيها أبو نصر النرسي، أحمد بن محمد بن أحمد بن حسنون البغدادي، الصدوق العبد الصالح. روى عن ابن البختري، وعلي بن إدريس الستوري.
والحاكم بأمر الله، أبو علي منصور بن عبد العزيز بن نزار بن المعزّ العبيدي، صاحب مصر والشام والحجاز والمغرب، فقد في شوال، وله ست وثلاثون سنة، جهزت أخته ست الملك، عليه من قتله، وكان شيطاناً مريداً، خبيث النفس، متلوَّن الاعتقاد، سمحاً جواداً، سفاكاً للدماء، قتل خلقاً كثيراً من كبراء دولته صبراً، وأمر بشتم الصحابة، وكتبه على أبواب المساجد، وأمر بقتل الكلاب، حتى لم يبق بمملكته منها إلا القليل، وأبطل الفقَّاع والملوخيّة، والسمك الذي لا فلوس له، وأتى بمن باع ذلك سرً فقتلهم، ونهى عن بيع الرطب، ثم جمع منه شيئاً عظيماً فأحرقه، وأباد أكثر