الشافعية، وصاحب التصانيف، تفقه على القاضي أبو منصور الأزدي، وبنيسابور علي أبي عمر البسطامي، وكان إماماً دقيق النظر، واسع العلم، له " المبسوط " و " أدب القاضي " و " الهادي ". وتوفي في شوال، عن ثلاث وثمانين سنة.
وأبو يعلى بن الفرّاء، شيخ الحنابلة، القاضي الحبر محمد بن الحسين بن محمد بن خلف البغدادي، صاحب التصانيف، وفقيه العصر، كان إماماً لا يدرك الحربي، والمخلّص وطبقتهما، وأملى عدَّة مجالس، وولي قضاء الحريم، وتوفي في تاسع عشر رمضان، تفقّه على أبي عبد الله بن حامد وغيره، وجميع الطائفة معترفون بفضله، ومغترفون من بحره.
[سنة تسع وخمسين وأربعمئة]
في ذي القعدة، فرغت المدرسة النظامية، التي أنشأها الوزير نظام الملك ببغداد، وقرّر لتدريسها الشيخ أبا إسحاق، واجتمع الناس فلم يحضر لأنه لقيه صبيّ فقال: كيف تدرّس في مكان مغضوب؟ فوسوسه، فاختفى، فلما آيسوا من حضوره، درس ابن الصبّاغ، مصنف " الشامل "، فلما وصل الخبر إلى الوزير، أقام القيامة على أبي سعيد، فلم يزل يرفق بأبي إسحاق، حتى درّس بها، وعمد العميد إلى قبر أبي حنيفة، فبنى عليه قبة عظيمة، أنفق عليها الأموال.
وفيها توفي ابن طوق، أبو نصر أحمد بن عبد الباقي بن الحسن الموصلي، الراوي عن نصر المرجي، صاحب أبي يعلى، توفي بالموصل في