والشيخ أبو عمر المقدسي الزاهد محمد بن أحمد ابن محمد بن قدامة بن مقدام الحنبلي القدوة
الزاهد أخو العلامة موفق الدين.
ولد بجماعيل سنة ثمان وعشرين وخمس مائة وهاجر إلى دمشق لاستيلاء الفرنج على الأرض المقدسة.
وسمع الحديث من أبي المكارم عبد الواحد بن هلال وطائفة كثيرة وكتب الكثير بخطه وحفظ القرآن والفقه والحديث.
وكان إمامًا فاضلًا مقرئًا عابدًا قانتًا لله خائفًا من الله منيبًا إلى الله كثير النفع لخلق الله ذا أوراد وتهجد واجتهاد وأوقات مقسمة على الطاعة من الصلاة والصيام والذكر وتعليم العلم والفتوة والمروة والخدمة والتواضع رضي الله عنه وأرضاه.
فلقد كان عديم النظير في زمانه.
خطب بجامع الجبل إلى أن مات.
توفي في الثامن والعشرين من ربيع الأول.
ومحمد بن هبة الله بن كامل أبو الفرج الوكيل عند قضاة بغداد.
أجاز له ابن الحصين وسمع من أبي غالب ابن البناء وطائفة وروى الكثير وكان ماهرًا في الحكومات.
توفي في رجب.
والمظفر بن إبراهيم أبو منصور ابن البرتي الحربي آخر من حدث عن أبي الحسين محمد بن الفراء توفي في شوال عن بضع وتسعين سنة.
[سنة ثمان وست مائة]
فيها قدم بغداد رسول جلال الدين حسن
صاحب الألموت بدخول قومه في الإسلام وإنهم قد تبرأوا من الباطنية وبنوا المساجد والجوامع وصاموا رمضان ففرح الخليفة بذلك