منهم، فضربوه بالدبابيس، وأقاموه في الشمس حافياً ليخلع نفسه. فأجاب. واحضروا محمد بن الواثق من بغداد، فأول بن بايعه، المعتز بالله. وعاش المعتز ثلاثاً وعشرين سنة، وكان من أحسن أهل زمانه، ولقبوه محمداً بالمهتدي بالله.
وفيها توفي محمد بن عبد الرحيم. أبو يحيى البغدادي الحافظ البزاز. ولقبه صاعقة. سمع عبد الوهاب بن عطاء الخفاف وطبقته، وكان أحد الأثبات المجودين.
وفيها محمد كرام، أبو عبد الله السجستاني الزاهد شيخ الطائفة الكرامية. وكان من عباد المرجئة.
وفيها موسى بن عامر المري الدمشقي، سمع الوليد بن مسلم، وابن عيينة. وكان أبوه أبو الهيذام عامر بن عمارة، سيد قيس وزعيمها وفارسها. وكان طلب من الوليد، فحدث ابنه هذا بمصنفاته.
[سنة ست وخمسين ومئتين]
كان صالح بن وصيف التركي، قد أرتفعت منزلته، وقتل المعتز، وظفر بأمه قبيحة فصادرها حتى استصفى نعمتها، وأخذ منها نحو ثلاثة آلاف ألف دينار. ونفاها الى مكة. ثم صادر خاصة المعتز وكتابه. وهم: أحمد بن إسرائيل، والحسن بن مخلد. وأبا نوح عيس بن إبراهيم. ثم قتل أبا نوح وأحمد.
فلما دخلت هذه السنة أقبل موسى بن بغا من بغداد وعبأ جيشه في أكمل أهبة ودخلوا سامرا ملبين قد أجمعوا على قتل