قاضي القضاة شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أبي بكر بن إبراهيم ابن النقيب الشافعي عن بضع وثمانين سنة. حدث عن ابن البخاري وغيره. وجالس شيخ الإسلام محيي الدين النووي، وولي قضاء حمص، ثم أطرابلس، ثم حلب، ثم صرف. ودرس بالشامية الكبرى عوضاً عن ابن جملة. وكان أحد أوعية العلم. ودرس بعده بالشامية شيخ الإسلام السبكي.
[سنة ست وأربعين وسبعمائة]
وفي ليلة الخميس رابع ربيع الآخر
مات المولى السلطان الملك الصالح إسماعيل بن الملك الناصر محمد بن قلاوون الصالحي، واستقر أخوه الملك الكامل شعبان فكانت أيام الصالح ثلاث سنين وثلاثة أشهر. ولما ملك الملك الكامل شرع في تفريق كبار الأمراء، فجهز الأمير سيف الدين آل ملك إلى صفد، بعد نيابة مصر. وسيف الدين قماري إلى طرابلس. وسيف الدين طقزتمر إلى مصر، بعد نيابة دمشق والحاج أرقطاي إلى حلب. وسيف الدين يلبغا اليحياوي إلى دمشق، بعد نيابة حلب. وسيف الدين آق سنقر إلى مصر، بعد نيابة طرابلس. وسنجر الأمير حسام الدين طرنطاي البجمقدار إلى دمشق، بعد حجوبية مصر. وسيف الدين طقتمر الخليلي إلى نيابة حمص، بعد حجوبية دمشق. وسيف الدين أياز إلى غزة، بعد نيابة جعبر. فقدم الأمير سيف الدين يلبغا إلى دمشق على نيابتها بكرة يوم السبت ثالث عشر جمادى الأولى.
وفيه عزل الصاحب تقي الدين بن مراجيل عن نظر الدواوين بدمشق