والمبارك بن علي بن أبي الجود أبو القاسم العتابي الوراق آخر أصحاب ابن الطلاية.
كان رجلًا صالحًا.
توفي في المحرم.
حدث عنه الأبرقوهي.
والجمال المصري قاضي القضاة أبو الوليد يونس بن بدران بن فيروز القرشي الشيبي الشافعي.
ولد في حدود الخمسين وخمس مائة وسمع من السلفي وولي الوكالة السلطانية بالشام.
ودرس بالأمينية ثم ولي القضاء ودرس بالعادلية.
واختصر الأم للشافعي.
ولم يكن بذاك المحمود في الولاية.
توفي في ربيع الآخر ودفن بداره بقرب القليجية وقد تكلم في نسبه.
[سنة أربع وعشرين وست مائة]
فيها جاء الخبر إلى السلطان جلال الدين وهو بتوريز أن التتار قد قصدوا إصبهان وبها أهله.
فسار إليهم وتأهب للملتقى.
فلما التقى الجمعان خذله أخوه غياث الدين وولى وتبعه جهان بهلوان فكسرت ميمنته ميسرة التتار ثم حملت ميسرته على ميمنة التتار فطحنتها أيضًا وتباشر الناس بالنصر.
ثم كرت التتار مع كمينها وحملوا حملة واحدة كالسيل وقد أقبل الليل.
فزالت الأقدام وقتلت الأمراء واشتد القتال وتداعى بنيان جيش جلال الدين.
وثبت هو في طائفة يسيرة وأحيط به فانهزم على حمية وطعن طعنة لولا الأجل لتلف.
وتمزق جيشه إلا أن ميمنته زخت في أقفية التتار ورجعت بعد يومين فلم يسمع بمثله في الملاحم من انهزام كلا الفريقين وذلك في رمضان.
وفيها في رمضان قبل هذا المصاف بأيام اتفق موت جنكزخان طاغية التتار وسلطانهم الأعظم الذي خرب البلاد وأباد الأمم.
وهوالذي جيش الجيوش وخرج بهم من بادية الصين.
فدانت له المغول وعقدوا له عليهم