وفيها يوم ثامن عشر ذي الحجة، عملت الرّافضة عيد الغدير، غدير خمّ، ودقت الكوسات وصلّوا بالصحراء صلاة العيد.
وفيها، أو في التي قبلها، الوزير المهلَّبي، أبو محمّد الحسن بن محمد الأزدي، من ذريّة المهلّب بن أبي صفرة، وزير معز الدولة بن بويه، كان من رجال الدهر، حزماً وعزماً وسؤدداً، وعقلاً وشهامةً ورأياً، توفي في شعبان، وقد نيّف على الستين، وكان فاضلاً شاعراً فصيحاً حليماً جواداً، صادر معز الدولة أولاده من بعده ثم استوزر أبا الفضل العباس بن الحسن الشرازي.
وفيها أبو القاسم خالد بن سعد الحافظ، أحد أركان الحديث بالأندلس، سمع بعد سنة ثلاثمئة، من جماعة، وصنّف التصانيف، وكان عجباً في معرفة الرجال والعلل، وقيل: كان يحفظ الشيء من مرّة. وورد أن المستنصر بالله الحكم قال: إذا فاخرنا أهل المشرق، بيحيى بن معين فاخرناهم بخالد بن سعد.
وفيها أبو بكر الإسكافي، محمد بن محمد بن أحمد بن مالك، ببغداد، في ذي القعدة، روى عن موسى بن سهل الوشّاء وجماعة، وله جزء مشهور وفيها علي بن أحمد بن أبي قيس البغدادي الرقا أبو الحسن روى عن زوج أمه، أبي بكر بن أبي الدِّنيا، وهو ضعيف جدّاً.
[سنة ثلاث وخمسين وثلاثمئة]
فيها نازل الدُّمستق المصيِّصة وحاصرها وغلت الأسعار بها، ثم