وأبو عامر الأزدي القاضي محمود بن القاسم بن القاضي أبي منصور محمد بن محمد بن عبد الله بن محمد المهلَّبي الهروي الفقيه الشافعي، راوي " جامع الترمذي " عن الجرّاحي قال أبو نصر الفامي عديم النظير زهداً وصلاحاً، وعفة، ولد سنة أربعمئة، وتوفي في جمادى الآخرة، رحمه الله.
والمستنصر بالله، أبو تميم معدّ بن الظاهر علي بن الحاكم منصور بن العزيز بن المعزّ العبيدي الرافضي، صاحب مصر، وكانت أيامه ستّين سنة وأربعة أشهر،، وقد خطب له ببغداد، في سنة إحدى وخمسين، ومات في ذي الحجة، عن ثمان وستين سنة، وبويع بعده ابنه المستعلي.
[سنة ثمان وثمانين وأربعمئة]
فيها قامت الدولة على أحمد خان، صاحب سمرقند، وشهدوا عليه بالزَّندقة والانحلال، فأفتى الأئمة بقتله، فخنقوه، وملّكوا ابن عمه.
وفيها التقي تتش وابن أخيه بركياروق بنواحي الريّ، فانهزم عسكر تتش، وقاتل هو حتى قتل، واستوثق الأمر لبركياروق، وكان رصوان بن تتش، قد سار إلى بغداد لينزل بها، فلما قارب هيت، جاءه نعي أبيه، فردَّ ودخل حلب، ثم قدم عليه من الوقعة أخوه دقاق، فأرسله متولِّي قلعة دمشق الخادم ساوتكين، فسار سرّاً من أخيه، وتملّك دمشق، ثم توصّل طغتكين، وبعض جيش تتش، فأكرمهم دقاق، وتزوج طغتكين بأم دقاق.