وشهر. وشهده ملك الأمراء والأعيان. تلا بالسبع، وأحكم العربية، وقرأ الحديث، وسمع كثيراً. وكان فصيحاً، عديم اللحن، طيب الصوت. روى عن السخاوي، والعز النسابة، والتاج القرطبي، وعدة. وأقرأ العربية زماناً، مع الكيس والتواضع، والتصون.
ومات حافظ الوقت العلامة شرف الدين عبد المؤمن بن خلف الدمياطي الشافعي، في نصف ذي القعدة فجأةً، عن اثنتين وتسعين سنة. سمع من علي بن المختار وابن المقير، وابن رواحة، وإبراهيم بن الخير، وطبقتهم. وصنف التصانيف المهذبة، ولم يخلف في معناه مثله.
وماتت بمصر المعمرة زينب بنت سليمان بن رحمة الإسعردي، في ذي القعدة، عن بضع وثمانين سنة. سمعت ابن الزبيدي، والشمس أحمد بن عبد الواحد البخاري، وعلي بن حجاج، وجماعة. وتفردت بأشياء.
ومات في ذي القعدة صاحب المغرب أبو يعقوب يوسف بن السلطان يعقوب بن عبد الحق المريني.
[سنة ست وسبعمائة]
قدم من الشرق الشيخ براق العجمي في جمع نحو المائة، وفي رؤوسهم قرون من لبابيد، ولحاهم دون الشوارب محلقة، وعليهم أجراس. ودخلوا في هيبة، يجرون بشهامة، فنزلوا بالمنيبع ثم زاروا القدس، وشيخهم من أبناء الأربعين، فيه: إقدامٌ، وقوة نفس، وصولة، فما مكنوا من المضي إلى مصر. وكان تدق له نوبة، ونفذ إليه الكبار غنماً ودراهم.