هذا العام أو بعده، رحل به أبوه، وسمع من جعفر الفريابي والنسائي، وطبقته.
والنُّعمان بن محمد بن منصور القيرواني، القاضي أبو حنيفة الشِّيعي ظاهراً، الزنديق باطناً، قاضي قضاة الدولة العبيدية، صنّف كتاب:" ابتداء الدعوة ". وكتاباً في فقه الشيعة، وكتباً كثيرة، تدل على انسلاخه من الدين، يبدّل فيها معاني القرآن ويحرقها، مات بمصر في رجب، وولي بعده ابنه.
[سنة أربع وستين وثلاثمئة]
فيها أو بعدها، ظهرت العيّارون واللصوص ببغداد، واستفحل شرّهم، حتى ركبوا الخيل، وتلقّبوا بالقوّاد، وأخذوا الضريبة من الأسواق. والدُّروب، وعمّ البلاء.
وفيها قطعت خطبة الطائع له ببغداد خمسين يوماً، فلم تخطب لأحدٍ، لأجل شغبٍ وقع بينه وبين عضد الدولة، عند قدومه العراق، فإن عضد الدولة، قدم من شيراز، فأعجبه مملكة العراق، فاستمال الأمراء، فشغبوا على ابن عمه عز الدَّولة، فخاف وأغلق بابه، ثم كتب العضد على لسان الطائع لله، باستقرار السلطنة لعضد الدولة، وخلع على الوزير محمد بن بقية، ثم اضطربت الأمور عليه، وكتب أبوه ركن الدولة إليه يزجره، ويقول: أنت خرجت في نصرة ابن أخي، أو في أخذ مملكته منه؟ فرجع إلى إقليم فارس، وتزوج الطائع بابنة عزّ الدَّولة وكان القحط ببغداد شديداً، والتمر ثلاثة أرطال بدرهم.
وفيها توفي أبو بكر بن السنّي، الحافظ أحمد بن محمد بن إسحاق بن