في المحرم منها أو في أواخر العام الماضي قبض على الأمير سيف الدين تنكز نائب الشام، وأخذ إلى القاهرة فاعتقل بالإسكندرية أياماً ثم قتل ودفن هناك. ولي نيابة دمشق في سنة اثنتي عشرة وسبعمائة، وسار في سنة خمس عشرة فافتتح ملطية وسبى وقتل، وكان رجلاً عبوساً، شديد الهيبة، وافر الحرمة، لا يجترىء أحد من الأمراء أن يكلم أحداً بحضرته، وكان مع جبروته له من يضاحكه ومن يغنيه، وقد زار مرة شيخنا ابن تمام. وسمع من أبي بكر، ابن عبد الدايم، وعيسى، وابن الشحنة، وما علمته حدث.
وله آثارٌ حسنة في أماكن من البلاد الإسلامية رحمه الله تعالى. وولي بعده نيابة دمشق الأمير علاء الدين ألطنبغا نائب حلب. وفي هذا العام جددت خطبةٌ بالمدرسة البدرية جوار الشبلية باعتناء القاضي شهاب الدين بن فضل الله كاتب السر.
ومات الزاهد العابد القدوة أبو عبد الله محمد بن أحمد بن تمام التلي